اغلاق
 

نداء لمجتمعنا العربي : بتكافلنا مع بعضنا البعض نحافظ على وحدة وسلامة مجتمعنا-بقلم محمود ناجي نصار

WAZCAM, تم النشر 2020/04/23 17:15

رَمَضَان شَهْر أختصّهُ ألله بِفَضَائِلَ جَلِيلَة وَهُوَ مَدْرَسَةٌ لِلأَخْلَاقِ وَلِلقِيَمِ الرَّاقِيَة، الّتي تَنْعَكِسُ آثَارُهَا عَلَى الفَرْدِ وَالمُجْتَمَع، رُقيًّا فِي الأَخْلَاقِ، وَاِسْتِقَامَةً فِي السُّلُوك، وَشُعُورًا تكافليًّا رَائِعًا، وَوَحْدَةً بِين أَفْرَادٌ المُجْتَمع.

وفي هذة السنة بالذات، هنالك أهمية كبرى للتكافُل والتعاون، خاصة أن شهر رمضان يتزامن مع وباء الكورونا, الذي يهدد سلامة وصحة الجميع، وبسببه فقدَ الألاف من أبناء مجتمعنا العربي أماكن عملهم ودخلوا دائرة البطالة، وقد أصبح قسم من المصالح التجارية مهدد بالإنهيار والإغلاق، وفي ظل هذة الأزمة قد يلجأ البعض للأقتراض في السوق السوداء وهذا بحد ذاته إنزلاق خطير ويؤدي لمشاكل إجتماعية وإقتصادية جدّيةومعقّده.

ما من شك أن هذة الظروف الأقتصادية الصعبة، لها تاثير وإسقاطات على حياتنا الأجتماعية وقد تؤدي إلى ضغوطات وتوتر وقلق، وتشكل في نهاية المطاف أرضية خصبة لظهور سلوكيات سلبية، بما في ذلك تزايُد وتفاقُم العنف والجريمة في مجتمعنا العربي.

أزمة الكورونا هي ليست أزمة صحية وإجتماعية فحسب، إنما هي أيضا أزمة إقتصادية وسوف يكون تأثيرها أكبر وأعمق علينا كمجتمع عربي ، حيث أننا نعاني من أوضاع إقتصادية صعبة قبل ظهور وباء الكورونا، فكلنا يعلم أن شريحة كبيرة من مجتمعنا تعيش تحت خط الفقر، قبل الكورونا، ومن المؤكد أن هذة الأزمة ستزيد وضعنا سوءا وتعقيدا.

من الواضح، أنه لا يمكننا أن نعول كثيرا على الحكومة الجديدة بأن تقوم بخطوات عملية لتحسين أحوالنا الاقتصادية، خاصة ان هذة الحكومة  هي حكومة يمينية بأمتياز، والأرجح أن تستمر في سياسة التمييز والتهميش والأقصاء ويبدو اننا نحن العرب، اكثر من غيرنا، من سيدفع ثمن أزمة الكورونا. وبالرغم من ذلك، علينا كقيادات محلية وقطرية وكمجتمع مدني، أن لا نوفر جهدا في الأستمرار في طرح مطالب مجتمعنا أمام الجهات المسؤولة على مستوى الدولة ، وطبعا علينا الأستمرار في النضال البرلماني والجماهيري من أجل  تأكيد حقنا في المساواة ومن أجل تحقيق مطالبنا العادلة في العيش الكريم.

في المقابل هنالك أهمية قصوى لمدى فهمنا وتعاملنا مع الأزمة الحالية، فمن أجل المحافظة عل تماسكنا الأجتماعي وعلى صحة وسلامة جميع بنات وأبناء مجتمعنا، من الضروري أن نتصرف بمسؤولية وأن نلتزم بالتعليمات والتوجيهات الصادرة عن وزارة الصحة والجهات المسؤولة. وأيضا علينا كمجتمع واع ومسؤول، أن نعزز قيم التعاون والتعاضد والتكافل الاجتماعي فيما بيننا، وبأعتقادي أنه من الأهمية بمكان، أن ندعم المبادارات المجتمعية التي تسعى لتقديم الدعم ومد يد العون للعائلات المحتاجة، إن كان ذلك من خلال مؤسسات وجمعيات أهلية، وإن كان من خلال مبادرات شخصية لرجال أعمال ورؤوس أموال.

وبمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أود أن أوجة رسالة إلى التجار وأصحاب المحلات التموينية والغذائية وكل من لدية القدرة المالية والاقتصادية بمجتمعنا العربي، أن يتفهموا ويراعوا الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها غالبية أهلنا في هذة الفترة بالذات، وأن يقوموا بتخفيض الأسعار قدر المستطاع، للمساهمة في الجهد المجتمعي المشترك، ولمنع تدهور أوضاعنا الأجتماعية والأقتصادية أكثر وأكثر.

وفي الختام، أَتقدَّم بأجمل التَّهاني والتَّبريكات إلى أَهل بَلدنا طرعان خاصة وإلى الأُمّة العربيّة والاسلاميّة عامة، داعِيًا الله عَزَّ وجلّ، أن يُعِينَ الجميع على صِيامه وقِيامه، وأَنْ يَتقبَّل مِنّا ومنْكُمْ صالِحَ الأعمال والأقوال، وأن يرفع عنّا الوَباء والبَلاء، وأَن يُعيدَهُ علينا جميعاً بالخَيْر والصِّحة والأمن والسّلام.

رمضان مُبارَك وكُلًّ عَامٍ وَأَنْتُمْ بِخَيْرٍ.
محمود ناجي نصار

heightقد يهمك ايضا