اغلاق

مريم صباح.. طفلة من متلازمة داون تعمل عارضة أزياء

WAZCAM, تم النشر 2022/02/07 10:56

مريم صباح.. طفلة من متلازمة داون تعمل عارضة أزياء

بابتسامة بريئة وروح جميلة، استطاعت الطفلة مريم صباح، وهي من ذوي متلازمة داون، أن تحظى بقبول وإعجاب المحلات التجارية لتكون هي الطفلة الأولى من متلازمة داون التي تعمل في مجال عرض أزياء الأطفال.

مريم ابنة الأربع سنوات من بلدة قفين بمحافظة طولكرم أرادت هي وعائلتها إرسال رسالة إلى المجتمع بأن الإعاقة ليست عائقاً أمامها، وأنها بالإرادة والإصرار تتحدى المستحيل.

وتقول إسراء صباح، والدة الطفلة مريم: “لم أكن أتوقع بعدما أنجبت ثلاثة أبناء أصحاء أن يخبرني الطبيب وأنا في الشهر الثالث أن جنيني سيكون من متلازمة دوان؛ لكن مع الوقت تقبلت الوضع، ومنذ أن أنجبت طفلتي وأنا أفكر هل يتقبل المجتمع مريم؟”.

وأضافت: “قررت أن أتحدى المجتمع والصورة النمطية المعروفة عن متلازمة دوان، ومن هنا بدأت بتطوير قدرات ابنتي من خلال أخذها الى مراكز تطوير الحركة والنطق، لأنه كما هو معروف أن أصحاب متلازمة الدوان إذا لم يتم متابعتهم تبقى قدراتهم الحركية واللفظية محدودة”.

وتابعت: “رغم أن الجميع أخبرني أنه من المستحيل أن تمشي مريم لأنها كان لديه رخاوة في جسمها، إلا أنه وبعد فترة من التدريبات والعلاج الطبيعي تمكنت من الحركة، وكان إنجازا عظيما لمريم، وبعدها بدأنا نعمل على تطوير قدراتها اللفظية”.

وقالت صباح: “كنت ألاحظ أن طفلتي لديها اهتمام بموضوع الأزياء والملابس والمكياج والعطور والتصوير، ومن هنا جاءت الفكرة وبدأت أطلب من محلات الأطفال أن يستخدموا مريم لعرض أزيائهم، ووجدت أن هناك إقبالا وقبولا كبيرا من المحلات والعلامات التجارية للفكرة”.

وتشير الى انها في البداية كانت هي تطلب من المحلات أن تستخدم مريم لعرض أزيائهم، أما اليوم فالمحلات هي التي تطلب منهم أن تكون مريم موديلا لملابسهم، واصبح الإقبال غير مقتصر على محلات في فلسطين، بل تواصلت معهم علامة تجارية من دولة أجنبية طلبت أن تكون مريم سفيرة لعلامتها التجارية.

وأضافت أن هذه الفكرة كان لها تأثيرا كبيرا على ثقة مريم بنفسها، وأصبحت تحب التصوير والناس أكثر، وأصبح لديها مكانة أمام الأطفال، وبدأت والدتها تلاحظ أن المجتمع قد تقبل مريم أكثر.

وتشير صباح إلى أن الأم والأب هما فقط من يستطيعون الكشف عن قدرات أطفالهم، ولا أحد سيأتي ويكتشفهم، وتدعوا الأهالي لأن يبذلوا أقصى جهد ممكن مع أطفالهم، وعدم الاستسلام والقول إنهم لا يعرفون ولا يعلمون.

واستطردت والدة مريم: “كان الهدف من مشروع مريم غير تلبية رغبة مريم، هو تغيير نظرة المجتمع لهؤلاء الأشخاص، فنحن نعاني من أن المجتمع لديه معتقدات أن أطفال الداون ذهنياً على البركة، كما إنني أسعى لتغير المصطلح “منغولي” المعروف، وأن يصبح ليس فقط متلازمة داون بل متلازمة السعادة أو ذوي احتياجات خاصة، فالمصطلحات لها تأثير كبير”.

وأشارت إلى أن مريم غيرت كثيراً في أمهات اطفال الداون، حيث أن الكثير من الأمهات بدأت تتواصل معها وتسألها كيف يبدأن مع أطفالهن، ويستفدن من خبرتها مع مريم، خصوصاً وأنها بدأت أخذ دورات حول كيفية التعامل مع متلازمة داون.

وبحسب صباح، فإن من اهم الصعوبات التي تواجهها عدم وجود مراكز متخصصة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصاً في القرى، كما أن هناك عدم اهتمام ودعم من المجتمع والمؤسسات لهؤلاء الأشخاص.

وتوجه صباح رسالة إلى كل أم لديها طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ألا تخجل من أطفالها، ولا تنتظر أحد أن يكتشف مواهبهم، وتتحدى كلمة إعاقة، فكل طفل لديه سر يجب أن نكتشفه، كما ووجهت رسالة إلى أصحاب المحلات لدعم مشروع مريم.

heightقد يهمك ايضا