اغلاق

ازمة القمح في العالم تهدد الأمن الغذائي العربي

WAZCAM, تم النشر 2022/06/08 18:40

يستورد العرب نحو نصف احتياجاتهم من القمح من روسيا وأوكرانيا، لكن الحرب وكورونا والتغير المناخي على وشك ضرب الأمن الغذائي للمنطقة العربية والتسبب بأزمة جدية في المنطقة. وكانت أسعار القمح قد قفزت، خلال أقل من 4 أشهر، من 260 إلى أكثر من 480 دولاراً للطن الواحد، وهو ما أدى بالتبعية إلى ارتفاع أسعار الكثير من الأغذية. ورغم أن أسعار الغذاء المرتفعة تمثل أزمة عالمية، فإن التأثير في بعض الدول العربية يصل حد الكارثة، ويهدد شعوبها بالجوع، بحسب تقارير أممية.

 

الأمن الغذائي في خطر

أصدر البرنامج العالمي للغذاء، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وكلاهما تابع للأمم المتحدة، تقييماً متشائماً للغاية بشأن الأمن الغذائي حول العالم، وكان نصيب المنطقة العربية مقلقاً.

وتتسم المنطقة العربية بالتنوع والتفاوت بين بلدانها فيما يتعلق بنوعية الأرض وكميات المياه المتاحة والموارد الطبيعية والظروف الاقتصادية والمناخية. وباستثناء البلدان الخليجية، يمثل الإنتاج الزراعي أهمية كبيرة للمنطقة، ولكنها لا تنتج ما يكفيها من القمح والأرز والخضراوات والزيوت النباتية وحبوب العلف، فتلجأ إلى استيرادها.

ويعتمد مدى نجاح أي دولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية الرئيسية، بما يجعلها تتفادى انعدام الأمن الغذائي، على عوامل الجغرافيا والمناخ وتوافر الأراضي الزراعية ومصادر الري والأيدي العاملة، وامتلاك تقنيات زراعية حديثة.

ولأن روسيا وأوكرانيا توفران أكثر من 30% من صادرات القمح حول العالم، بالإضافة إلى حبوب أخرى كالشعير والذرة والزيوت النباتية، فقد تسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا، والذي بدأ يوم 24 فبراير/شباط الماضي، في كارثة غذائية ضخمة، لكن مدى تأثيرها السلبي يختلف بطبيعة الحال من منطقة إلى أخرى حول العالم، ومن دولة لأخرى داخل المنطقة الواحدة.

 

الدول العربية الأكثر عرضة للجوع

ورصد التقييم الأخير الصادر عن برنامج الأغذية والفاو 6 دول حول العالم تعاني بالفعل من فقدان "خطير" للأمن الغذائي، منها دول عربية هي اليمن والصومال وجنوب السودان، إضافة إلى أفغانستان وإثيوبيا ونيجيريا، حيث يوجد أكثر من 750 ألف مواطن في تلك الدول يواجهون "خطر الموت جوعاً بصورة فورية" ما لم يتم إنقاذهم.

كما رصد التقرير دولاً أخرى تواجه "درجة خطر مرتفعة فيما يخص أمنها الغذائي"، ومنها سوريا والسودان، إضافة إلى هايتي والكونغو ومنطقة الساحل الإفريقي وكينيا، التي انضمت للقائمة للمرة الأولى.

وتظهر إحصائيات البنك الدولي ومنظمة الفاو الخاصة بالنسب المئوية لانعدام الأمن الغذائي أرقاماً مفزعة في بعض الدول العربية، ففي اليمن النسبة 83%، وفي سوريا أكثر من 70%، والسودان نحو 50%، وليبيا أكثر من 37%، ومصر (أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان)، تصل نسبة انعدام الأمن الغذائي إلى نحو 28%، والجزائر أكثر من 17%، بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية.

ونظراً لأن المنطقة العربية تستورد حوالي 42% من احتياجاتها من القمح، و23% من احتياجاتها من الزيوت النباتية من كل من أوكرانيا وروسيا، بحسب برنامج الغذاء العالمي، فمن الطبيعي أن تكون الأكثر تأثراً من الحرب الروسية في أوكرانيا.

وارتفعت أسعار دقيق القمح في الشهر الذي تلا اندلاع الحرب بنسبة 47% في لبنان، و15% في ليبيا، و14% في فلسطين، و11% في اليمن، وحوالي 10% في سوريا.

"يأتي ذلك في وقت شهد فيه الكثير من الدول ارتفاعاً كبيراً في تكلفة سلة الغذاء، وهي الحد الأدنى للاحتياجات الغذائية لأي أسرة. على سبيل المثال، ارتفعت تكلفة سلة الغذاء في لبنان بنسبة 351%، تليه سوريا بنسبة 97%، واليمن بنسبة 81%.

heightقد يهمك ايضا