اغلاق

دراسة جديدة : التحوّل من السجائر العادية الى بدائل التدخين يحد من الأمراض

Wazcam, تم النشر 2023/09/05 11:03

أشارت دراسة جديدة نُشرت في مجلة طبية بريطانية ونقلها موقع الاخبار الطبية "ميدبيج"، إلى أن بدائل التدخين تخفف من احتمال الإصابة بعدد من الامراض المرتبطة بالتدخين، كما أن لها فوائد اقتصادية ومنافع لجهاز الصحة، لانها توفّر عليه الكثير من الأموال التي يمكن استثمارها لمكافحة امراض أخرى.

 

وذكرت الدراسة أنه إذا تحوّل نصف المدخنين بريطانيا إلى تبخير أو تسخين التبغ، فسوف يقلل ذلك بنسبة 13% من حالات دخول المستشفى بسبب الأمراض الناجمة عن تدخين السجائر العادية هناك، ووفقًا للتقديرات سيقلل بنسبة 70% احتمال الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين. بالإضافة إلى ذلك، فإن مثل هذا التحوّل سيوفر 518 مليون جنيه إسترليني سنويًا على جهاز الصحة البريطاني  NHS.

 

 

 

ولاحظ القائمون على الدراسة من جامعة برونيل في لندن أن "تشجيع الانتقال من تدخين التبغ القابل للاحتراق إلى منتجات ذات مخاطر منخفضة، مثل تبخير التبغ وتسخينه، لديه القدرة على تخفيف العبء على موارد جهاز الصحي وخاصة على النفقات المالية لجهاز الصحة."

 

 

 

وقام الباحثون بتحليل البيانات المتعلقة بالتدخين كسبب للوفاة، وكذلك خطر الإصابة بالأمراض نتيجة التدخين، السرطان، أمراض القلب والسكتة الدماغية والتهاب الشعب الهوائية المزمن. وقاموا بحساب إجمالي الإنفاق الصحي عن طريق ضرب متوسط التكاليف لكل يوم مرضي في متوسط الرقود في المستشفى نتيجة نفس المرض.

 

 

 

دولة خالية من الدخان 

الهدف الذي حددته بريطانيا، خفض عدد المدخنين من 13% إلى 5% بحلول عام 2030، كجزء من رؤيتها لتصبح "دولة خالية من الدخان"، ينعكس من خلال عدة خطوات رائدة.

 

 وأصدرت وزارة الصحة البريطانية إعلاناً مثيراً قبل بضعة أشهر، ذكرت من خلاله بأنها ستشجع مليون مدخن على استبدال السجائر العادية ببدائل التدخين المموّلة بالكامل من قبل الدولة. ويأتي ذلك كجزء من برنامج جديد وأول من نوعه يُسمى " الانتقال من أجل التوقّف"، والذي يهدف إلى التقليل معدل مدخني السجائر في بريطانيا.

 

 

 

اليوم، يُعتبر التدخين مسؤولاً عن ما يقرب 74،600 حالة وفاة سنويًا في إنجلترا وفي عامي 2019-2020، تم تسجيل أكثر من 506 حالة دخول إلى المستشفى في انجلترا بسبب التدخين. ويكلّف التدخين هيئة الصحة الوطنية نحو 2.5 مليار جنيه إسترليني سنويًا.

 

 

 

وقال البروفيسور فرانشيسكو موسكونا، أحد المبادرين إلى الدراسة، والخبير في اقتصاد الأعمال من جامعة برونيل في لندن، إن "الأمراض الناجمة عن التدخين تفرض عبئاً كبيراً على جهاز الصحة البريطاني، الذي يتعرض لضغوط متزايدة. في حين أن التأثير طويل المدى لبدائل التدخين مثل تبخير التبغ أو تسخينه لا يزال غير معروف، فقد أظهرت الدراسات السابقة أنها تؤدي إلى انخفاض بنسبة 90% في التعرض للمواد الكيميائية الضارة التي تسبب الأمراض المرتبطة بالتدخين".

 

 

 

وفي إطار البحث الذي نُشر في مجلة British Journal of Healthcare Management, وجد بروفيسور موسكانا أن مدخن السجائر الذي يتحوّل إلى بدائل التدخين سيقلل بنسبة 70% من احتمال الإصابة بالأمراض المرتبطة بتدخين السجائر العادية، لأنه لن يتعرض مجدداً للمواد الكيميائية الضارة الموجودة في السجائر التقليدية.

 

 

 

في ظل سيناريو يلجأ فيه نصف المدخنين إلى بدائل التدخين مثل تسخين أو تبخير التبغ، ستوفر الخدمات الصحية في لندن حوالي 53 مليون جنيه إسترليني سنويًا، وستوفر الخدمات الصحية في بريطانيا ككل حوالي 518 مليون جنيه إسترليني في العام بالمتوسط.

 

وأضاف موسكانا: "إذا كان معدل التحوّل (إلى بدائل التدخين) 10% فقط، فإن NHS ستوفّر 103 ملايين جنيه إسترليني. وإذا تحول المدخنون إلى بدائل التدخين، فإن ذلك سيقلل بشكل كبير الضغط على NHS ويوجه موارد المشافي لعلاجات أخرى". 

 

 

وعكست الدراسة أيضًا الاختلافات الجغرافية، حيث بلغ عدد مرضى سرطان الرئة في منطقة الشمال الشرقي ومنطقة يوركشاير ضعف العدد تقريبًا في أجزاء أخرى من إنجلترا.

 

 

 

وشدد البروفيسور موسكونا على أن المنطقة تواجه حاليًا تحدّيات صحية كبيرة تتعلق بالتدخين، حيث يكلّف علاج سرطان الرئة وحده الـ NHS أكثر من 156 مليون جنيه إسترليني سنويًا، وبالتالي ستوفّر الكثير إذا تحوّل المدخنون إلى بدائل التدخين.

 

 

 

وأوضح أنه "إذا تحول 10% من المدخنين في شمال شرق يوركشاير إلى بدائل التدخين، فإن إجمالي التوفير في التكاليف بالنسبة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية  NHS سيكون 30 مليون جنيه إسترليني. إذا قام نصف المدخنين في المنطقة بالتحوّل الى البدائل، فإن  NHS ستوفر 148 مليون جنيه إسترليني".

 

 

 

في العام الماضي، ذكرت الحكومة أنه بدون اتخاذ مزيد من الإجراءات، فإن إنجلترا لن تحقق الهدف بأن تصبح خالية من الدخان بحلول عام 2030 بسبع سنوات على الأقل، ولن يتمكن أولئك الذين يعيشون في أفقر مناطق المجتمع من تحقيق الهدف حتى عام 2044.

 

 

 

وتابع البروفيسور موسكونا: "إن تبني الانتقال إلى سعر مخّض للمستهلك، لن يوفّر فقط ملايين الجنيهات الإسترلينية على هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS، ولكنه سيكون أيضًا فرصة مهمة بالنسبة لنا لاستعادة الزخم والتوافق مع خطتنا الطموحة لعام 2030.  من خلال تبني الابتكار والاعتراف بإمكانيات بدائل التدخين، يمكننا رسم مسار نحو مستقبل مع مخاطر أقل، مع الإصرار على التزامنا بتحقيق أهدافنا".

 

 

 

وتشبه سياسة المملكة المتحدة إلى حد كبير تلك التي يتم تنفيذها في السويد، والتي من المتوقع أن تصبح أول دولة "خالية من الدخان" في العالم هذا العام، أي قبل سبعة عشر عاماً من الهدف الذي حدده الاتحاد الأوروبي.

 

 

heightقد يهمك ايضا