اغلاق

دار الإفتاء والبحوث الإسلامية48: ندعو الجميع إلى إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في المساجد والمدارس والأحياء والبيوت

Wazcam, تم النشر 2023/09/26 11:48

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على سيدنا المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن والاه واتّبع هداه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

أوّلًا: غدًا الأربعاء 12 ربيع الأول 1445 هـ الموافق 27/9/2023م تحلّ علينا ذكرى ميلاد الرسول محمد ﷺ، وفي هذه الذكرى العطرة نتقدم لأبناء مجتمعنا العربي ولأبناء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية بأجمل التهاني وأطيبها. ونحن حينما نحيي ذكرى مولد الرسول ﷺ في كل عام إنّما نذكّر أنفسنا والمسلمين بالمولد النبوي الشريف وبرسالته ﷺ، فنحن لا نحتفل بميلاد الرسول ﷺ بالمفهوم العرفي لمصطلح الاحتفال بالميلاد، إنّما بالمصطلح الشرعيّ الوارد في القرآن الكريم والسنّة النبوية والذي ينصّ على الذّكرى والتذكير، وكما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الذاريات:55].

ثانيًا: كم من آية قرآنية أرشدت المؤمنين إلى التذكّر وذكر النّعم التي أنعم الله تعالى على عباده؟ فالتذكير بالنّعم مشروع ومحمود ومطلوب، والله تعالى أمرنا بذلك في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾ [الأحزاب:9]. وفي آية أخرى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [المائدة:11].

 ثالثًا: لا يوجد في الوجود نعمة نذكرها ونتذكّرها أفضل من نعمة ميلاد رسول الله ﷺ، كيف لا وهو كما قال ﷺ عن نفسه الشريفة: (إنَّما أنا رحمةٌ مُهداةٌ).

رابعًا: نذكّر بالنّعمة ونذكّر بالرسالة والسيرة، ونذكّر المسلمين بأمور الدين، ونجعل من هذا اليوم شحذًا للهمم وإحياءً للسُنن، ونذكّر البشرية من غاية مولده؛ قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا* وَدَاعِيًا إلى اللَّهِ بِإذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا* وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا﴾ [الأحزاب: 45- 47].

خامسًا: وُلد النبي ﷺ في خير القرون، وكما قال عن نفسه فيما رواه البخاري: (بُعِثتُ من خيرِ قُرونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فقَرْنًا، حتى كُنتُ من القَرْنِ الذي كُنتُ فِيهِ)، وهو ليس بِدعًا من الرسل إنّما مُتمّمًا للرسل الكرام، وكما قال عن نفسه الشريفة: (إنِّي عندَ اللهِ مَكتوبٌ بخاتَمِ النَّبيِّينَ وإنَّ آدَمَ لِمُنْجَدِلٌ في طينتِه وسأُخبِرُكم بأوَّلِ ذلك: دعوةُ أبي إبراهيمَ وبِشارةُ عيسى ورؤيا أمِّي الَّتي رأَتْ حينَ وضَعَتْني أنَّه خرَج منها نورٌ أضاءَتْ لها منه قصورُ الشَّامِ) صحيح ابن حبان.

سادسًا: في ذكرى مولده ﷺ نذكّر البشرية أنّه سيّدها وسيّد ولد آدم، وكما قال عن نفسه ﷺ: (أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ، وأَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنْه القَبْرُ، وأَوَّلُ شافِعٍ وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ) رواه مُسلم.

سابعًا: وفق هذا ندعو إلى إحياء ذكرى مولد الرسول ﷺ في المساجد والمدارس والجامعات والأحياء والبيوت.. وتذكير الناس بمولده، وخَلقه وخُلُقه وفضائله وسيرته وشمائله وخصائصه ودعوته ورسالته للناس كافّة، علمًا وأن الحركة الإسلامية أطلقت بهذه المناسبة العطرة مبادرة دعوية تحت اسم "حريصٌ عليكم"، منبثقة من قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}.

heightقد يهمك ايضا