اغلاق

مع التوتّر والقلق تتأثر العادات الغذائية- لماذا؟ وكيف نحافظ على التوازن؟

Wazcam, تم النشر 2023/12/19 22:17

مع التوتّر والقلق تتأثر العادات الغذائية- لماذا؟ وكيف نحافظ على التوازن؟

جميعنا نمرّ بفترة غير اعتيادية في ظل الأحداث. فترة تحمل معها العديد من التغييرات على المستوى النفسي والاجتماعي، ما أدّى إلى تغيير العادات اليومية مثل المشي أو الرياضة أو حتى التركيز في الدراسة والعمل.

بعضنا يتساءل عن مدى ارتباط حالته النفسية والمزاج المتعكّر بعدد الوجبات التي يقوم بتناولها أو حجم الوجبات التي زادت عن الحدّ المنطقي لوجباته المعتادة، وبالتالي لربّما زاد وزنه في الفترة الماضية.

لنتّفق أن كل ما يحصل من حولنا سنتأثّر به ونعبّر عنه بطريقة أو بأخرى.

ارتباط الحالة النفسية والمزاج المتعكّر يسمّى بالأكل العاطفي ويتمثّل في أن يلجأ الإنسان للطعام الذي يساعده على التخفيف من مشاعر الحزن والتوتّر والقلق، كما أنه أحيانا يحفّز ذكريات إيجابية ويوفّر شعورًا بالراحة، لكن عادة ما توفّرهذه الأطعمة رضا وسعادة مؤقّتة تنتهي عند انتهاء الوجبة ونظلّ مع المشاعر السيئة.

على المدى القصير، يمكن للتوتّر أن يوقف الشهيّة. لكن إذا استمرّ التوتر، فالأمر مختلف.

كيف؟

مع استمرار التوتّر تفرز الغدد الكظرية هرمون الكورتيزول - الذي يزيد من الدافعية بشكل عام، بما في ذلك الدافع لتناول الطعام فتزداد الشهية. بمجرّد انتهاء نوبة التوتر، يجب أن تنخفض مستويات الكورتيزول، ولكن إذا لم يختفِ التوتر - فقد يظلّ الكورتيزول مرتفعًا وبالتالي تبقى الشهية في مستويات عالية.

ماذا عن الأطعمة المفضّلة في حالات التوتر والمشاعر السلبية؟

بيّنت دراسة بريطانية أن الأشخاص الذين استجابوا للتوتّر بمستويات عالية من الكورتيزول -في بيئة تجريبية- كانوا أكثر عرضة لتناول "الوجبات الخفيفة" استجابة للمتاعب اليومية في حياتهم العادية مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من الكورتيزول.

"الوجبات الخفيفة" التي نطلبها بحالات التوتر غالبا ما تكون غنيّة بالدّهون أو السكر، منها الحلويات والسكاكر، التّسالي والمكسّرات وأيضا الوجبات السريعة، ما يؤدّي في كثير من الأحيان إلى زيادة الوزن وتدهور الحالة الصحّية.

الإفراط في تناول الطعام ليس السلوك الوحيد المرتبط بالتوتر الذي يمكن أن يزيد الوزن. التوتر مرتبط بفقدان القدرة على النوم، ممارسة رياضة أقلّ، وهذه أيضا عوامل تساهم في زيادة الوزن.

الحقيقة هي أن هذا الأمر طبيعي وممكن أن نتقبّله كجزء من التعاطف مع الذات – ولكن يجب ألّا يصبح نمط حياة في هذه الفترة.

أولى خطوات علاج المشاعر المرتبطة بالأكل هي الوعي لها، والتوجّه للمساعدة إذا شعرنا بأننا لا نستطيع التغيير بدون توجيه ومراقبة.

حاولوا:

• التوجّه لشخص مختصّ ومشاركة المشاعر التي تتملّكنا – المشاركة قد تساعد في فهم المشاعر المؤدّية لإدمان الأكل.

• الدعم الاجتماعي - الأصدقاء والعائلة ومصادر الدعم الاجتماعي الأخرى لها تأثير على التوتر الذي يعاني منه الناس.

• البحث عن وسائل بديلة للطعام التي تخفّف التوتر والانفعال، مثل الرياضة، الموسيقى، الكتابة، أو مشاركة شخص آخر أفكارك أو مشاعرك.

• تسجيل – توثيق نوعية الأكل الذي تتناوله مع تحديد الساعة والحالة النفسية وكمية الطعام الذي تتناوله.

• تنظيم الوجبات الغذائية كي لا يضعف الإنسان أمام إغراءات الطعام.

• فحص حقيقة الجوع: هل جوعك جسدي أم عاطفي؟

• تأجيل تناول الطعام وإشغال نفسك بأمور أخرى.

• تناول الطعام ببطء والاستمتاع به، فهذا سيساعدك في استهلاك كمية أقلّ.

• الابتعاد عن الإغراءات الغذائية سواء في البيت أو في مكان العمل.

• وأخيرا – محاولة تخفيف العوامل التي تؤدّي للتوتر والمشاعر السلبية – كمشاهدة الأخبار والحديث الدائم عن الأحداث.

بقلم: رولان إبراهيم، أخصائية تغذية في مكّابي خدمات صحيّة في لواء الشمال.

 

heightقد يهمك ايضا