اغلاق
 

العودةُ إلى المدارسِ بقلمِ الدكتورة غدير جمعة- خطيب – أخصّائيّة طبّ الأطفال

Wazcam, تم النشر 2024/08/27 14:02

العودةُ إلى المدارسِ

بقلمِ الدكتورة غدير جمعة- خطيب – أخصّائيّة طبّ الأطفال

خدمات الصّحة كلاليت – لواء حيفا والجليل الغربي 

 

أيّام معدودة تفصلُنا عنِ العودةِ إلى المدارس العودةُ للمدرسةِ عبارةٌ عن مرحلةِ تحدٍّ للوالدين وللأبناءِ، خاصّةً للأبناءِ في المرحلةِ الانتقاليّةِ المترفّعين للصفّ الأوّلِ، البستان أو الروضة.

 

التحضير النفسي والعاطفي 

مهمّة الأهل: مُساعدة، تشجيع وتعزيز ثقة أبنائهم بأنفسهم واقناعهم بقدرتهم على تجاوز المرحلة بأمانٍ، وأنّه بانتظارهم عامٌ حافلٌ مليءٌ بالفعاليّات والمفاجآت. الأخذ بعين الاعتبار أنّه لكلِّ طفلٍ عالمٌ ذاتيٌّ خاصٌّ ومختلفٌ عن أيِّ طفلٍ آخر؛ وعليهِ فإنّ ردود الفعل تختلفُ من طفلٍ لآخر، فمن المهمِّ جدًّا تجنُّب المقارنة، الحرص على مراعاةِ نفسيّةِ الطفلِ وزرعِ الشعورِ بالقوّة والثقة بدلَ الخوفِ والضعف. 

مع بدايةِ السنةِ الدراسيّةِ وخاصّة بعد عطلة شهرين وفي ظلِّال ظروفِ الصعبةِ التي نعيشُها في بلادِنا، ممكن أن تطرأَ بعضُ التغييراتِ في التصرّفاتِ لدى الأطفال، منَ العلامات التي تلزم الأهلَ التوجّهَ لاستشارة طبيبِ أطفالِ/ معالجٍ نفسيٍّ:

أوجاع متكرّرة في البطنِ، إمساك، تبوّل لا إرادي، عدم القدرة على النومِ، عصبيّة وبكاء مستمر، انعزال واكتئاب. 

نصائح للتقليل من ظهورِ مثلِ هذه الأعراض المذكورة: نصيحةٌ للوالدينِ أن يتعاملوا مع أطفالِهم كأصدقاءٍ لهم، احتوائِهم ومحادثّتهم يوميًّا ولو لبِضعِ دقائق، الحديث معهم عن اقترابِ موعدِ المدرسةِ، اصطحابهم لزيارةِ المدرسةِ والتعرّفِ عليها، من الممكنِ أيضًا لعبِ لعبةٍ معهم في البيت، مثلًا: أن تقومَ الأمُّ بدورِ المعلّمةِ/الأب بدور المديرِ للتقليل من مخاوفِهم وحدّةِ توتّرِهم، تحدّث الأهلِ عن تجربَتِهم وذكرياتِهم السابقةِ في المدرسةِ، مُشاركة الأطفال باختيارِ اللّوازمِ المدرسيّةِ والأهمّ من ذلك اعطائِهم حقّ الشرعيّةِ في التعبيرِ عن مشاعِرِهم حتّى إذا كانت سلبيّةً.

فحوصاتٌ طبّيّةُ قبل بدايةِ السنة الدراسيّةِ 

مراجعةُ الطبيبِ للتأكّدِ من وضعِ ابنكم الصحّيِّ خاصّةً إذا كانَ يُعاني من أمراضٍ مُزمنةٍ كالربو، وفي حالِ كانَ يتلقّى علاجًا يوميًّا... إذا كان يُعاني من حساسيّةٍ مثلًا لأدوية معيّنةٍ أو لأكل أو حساسيّةِ الفولِ، ويجب التنويه إذا كان هناك خطر الإصابةِ بصدمةِ الحساسيّة؛ فمنَ المهمِّ التزوُّد بإبرة"الابيبين" والتأكّد من وجودِ شخصٍ بالغٍ يَعرفُ استخدامَها وحقنَها.

يجبُ تحضيرِ تقريرٍ طبٍّي بذلكَ، وابلاغِ طاقمِ المدرسةِ.

أيضًا حسب التوصيات يجبُ اجراءِ فحصِ نظرٍ لدى طبيب العيون لكلِّ طفلٍ بلغ عمر ال 6 سنوات، حتّى لو لم يكن يُعان يمن مشاكل في الرؤية، الهدفُ منَ الفحص هو الكشف المُبكّرِ وتجنُّب المضاعفات.

مراجعةُ طبيبِ الأسنان للتأكّد من صحّةِ أسنانهم. 

في الصفّ الأوّل سوف يتمّ اعطاؤُهم الجرعةَ الثانية من التطعيمِ ضدّ الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانيّة وجدري الماء. يجب التنويه أنّ بداية العامّ الدراسيّ تتزامنُ مع بدايةِ فصلِ الخريفِ، حيثُ تكثرُ فيه أمراض الأطفال خاصّة أمراض الجهاز التنفسيّ كالنُزل والرَّشح؛ ولذا منَ المهمِّ تلقّي إبرة الانفلونزا الموسميّة لشتاء آمنٍ ودافئٍ خالٍ من الأمراضِ. 

 

النظافةُ من الإيمان، يجبُ تشجيع أطفالنا على المحافظةِ على النظافة، وأن نشرح لهم بلغةٍ مبّسّطةٍ عن أهمّيّة النظافة في القضاء على الجراثيمِ، أقترحُ إجراء تجربة بسيطة مثل التجربة المعروفة للجميع "الفلفل الأسمر مع الصابون"، تدربيهم على غسل اليدين قبل وبعد الطعام، بعد استخدام الحمّام وبعد اللّعب، ذكّروهم بأنّ النظافة عنوانُ الانسانِ، العنوانُ الجميل لزيادة ثقتهم بأنفسهم، إقبالِهم على الحياة وانخراطهم بالمجتمع.

 

التغذية السليمة

وِفْقَ الأبحاث وعدّة دراسات في الآونة الأخيرة نلاحظ ارتفاعًا ملحوظًا في حالات السُّمنة لدى الأطفال كأهل لنا دورٌ أساسيٌّ لمنع السُّمنة المفرطة، لوجبة الفطور أهمّيّة كبيرة للمحافظةِ على نشاطِ أبنائنا وتركيزهم خلال اليوم. بالنسبة للزوّادة حاولوا اختيار وجبات صحيّة ومتنوّعة، الإكثار من الفواكه والخضار، تجنّب الحلويّات والمشروبات الغازيّة، والأهم تذكيرهم الدائم بشرب الماء بكميّاتٍ كافية.

 

تنظيم الوقت

الأسبوع الأخير قبل العودة إلى لمدرسة أشبُّه بعمليّة فطام الطفل من الحليب/الحفاض/المصّاصة، عمليّة صعبة وتتطلّب صبرًا ومشاركةَ الوالدين إذا كان فطامه من السهر خاصّة بعد عطلة صيف أعراس ومناسبات وسفر فطامه من الألعاب الإلكترونيّة/التلفزيون .... مهمٌّ اعادة النظام تدريجيًّا وإعادة تنظيم عدد ساعات النوم، البدء بشكل تدريجي بتبكير موعد النوم مثلًا أبكر ب 15-20 دقيقة حتّى الوصول للساعة المحدّدة والمناسِبة لهم، مع الانتباه ان يكسبوا ساعات نوم كافية ساعات النوم الموصى بها للفئة العمريّة بين 6-12 سنه تتراوح بين 9-12 ساعة نوم يوميًّا!! لقلّة النوم تأثيرٌ سلبيٌ: قلّة التركيز والتذكّر خلال اليوم/العصبيّة/القلق/ رؤية الكوابيس/تبوّل لا إرادي/زيادة من احتمال السمنة المفرطة أحد الاسباب الأساسيّة لاضطراب النوم هي إدمان الشاشات وحسب التوصيات من جيل 6 سنوات وما فوق يُسمح للطفل التعرّض للشاشات (تلفزيون/آيباد/تلفون...) لمدّة لا تزيد عن ساعتين يوميًّا وغير متواصلات ... وممنوع تعرّضهم للشاشات قبل موعد النوم بساعة.

النشاط البدني

العقل السليم في الجسم السليم، من المهمِّ تشجيع أطفالنا على الرياضة والقيام بنشاط بدنيٍّ على الأقلّ لمدّة ساعة يوميًّا سواء في البيت أو من خلال دورات (كرة القدم/ركوب الدراجات/كابويرا/سباحه/ ركوب الخيل...) 

 

لمعلومات إضافيّة، نصائح وإرشادات قبل العودة الى المدارس بإمكانكم زيارة مواقع التواصل الاجتماعي كلاليت باللغة العربيّة كلّ عامٍ وأنتم بخير، صحّة وسلامة بداية عامٍ دراسيّ موفّقة ومثمرة، عودًا حميدًا وحافلًا بالهمّةِ والنشاط. 

 

 بالتعاون مع كلاليت

heightقد يهمك ايضا