اغلاق
اغلاق

هذه هي المعادن النادرة التي يطمع بها ترامب في اوكرانيا

Wazcam, تم النشر 2025/03/07 13:18
تعود الأنظار مجددًا نحو أوكرانيا، ليس فقط باعتبارها ساحة للصراعات الجيوسياسية وإنما أيضًا كمصدر مهم للثروات الطبيعية، حيث تزداد الضغوط الأمريكية على كييف من أجل توقيع اتفاق يمنح واشنطن استغلالًا شبه مُطلق للموارد غير المستغلة في البلاد.
 
يسعى الاتفاق الذي تطمح إليه الإدارة الأمريكية إلى فتح الباب أمام الشركات الأمريكية للوصول إلى احتياطيات ضخمة من النفط والغاز، بالإضافة إلى موارد المعادن الحيوية. هذه الخطوة تُثير تساؤلات حول مدى استقلالية القرار الاقتصادي الأوكراني وسط تعقيدات السياسة الإقليمية والعالمية.
 
ما يعطي هذا الاتفاق بُعدًا إضافيًا من الأهمية هو التركيز الأمريكي على المعادن النادرة، التي تُعتبر العمود الفقري لصناعات التكنولوجيا المتقدمة، بدءًا من الهواتف الذكية ووصولًا إلى السيارات الكهربائية. هذه الموارد النادرة تمثل محور تنافس القوى الكبرى، وتضع أوكرانيا على خط المواجهة الاقتصادية العالمية. تأتي هذه التحركات ضمن محاولات الولايات المتحدة لتعزيز سلاسل الإمداد الخاصة بها وتقليل اعتمادها على الصين، التي تعد المنافس الأبرز في استخراج وتكرير المعادن النادرة، ما يُضيف للصراع بعدًا استراتيجيًا جديدًا.
 
ويبدو أن اهتمام الولايات المتحدة بقيادة ترامب بهذه المعادن ليس وليد اللحظة. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، وقع الرئيس ترامب في عام 2017 أمرًا تنفيذيًا لدعم ضمان أمن المصادر الأساسية للمعادن. وفي عام 2020، أصدر أمرًا تنفيذيًا آخر يهدف للحد من هيمنة الصين على سوق المعادن الأرضية النادرة. حتى اهتمامه بغرينلاند لا يخلو من الطموحات في استغلال ما تحتضنه من موارد معدنية غنية.
 
تشير بيانات مجموعة الأبحاث "بروجكت بلو" إلى أن إجمالي قيمة سوق المعادن النادرة بلغ حوالي 7 مليارات دولار عالميًا في عام 2023. ومع ذلك، تسعى الولايات المتحدة بشكل متزايد للحصول على نصيب أكبر من هذا السوق الاستراتيجي. ويرى خبراء الصناعة أن هيمنة الصين على عمليات تكرير المعادن النادرة وانتاجها يمثل تهديدًا كبيرًا لسلاسل الإمداد الأمريكية والغربية.
 
المعادن النادرة، التي يبلغ عددها 17 عنصرًا، ليست نادرة بالمعنى الحرفي، لكنها ضرورية لصناعات حيوية. تدخل هذه المعادن في تصنيع العديد من الأجهزة والمنتجات مثل الهواتف الذكية وأجهزة التلفاز والمغناطيسات المستخدمة في الطائرات المقاتلة والصواريخ والمولدات الكهربائية في طواحين الرياح. توجد هذه العناصر في الصخور النارية والرواسب الطينية حول العالم، لكن عمليات استخراجها وتنقيتها معقدة جدًا ومُكلفة.
 
تُعد الصين لاعبًا رئيسيًا في سوق المعادن النادرة، حيث تمتلك ما يقرب من نصف الاحتياطي العالمي وفقًا للمسح الجيولوجي الأمريكي، تليها الهند وأستراليا والبرازيل كنقاط أخرى ساخنة لهذه الموارد. ومنجم بايان أوبو في منغوليا الداخلية بالصين هو الأكبر عالميًا لإنتاج هذه المعادن. بينما توجد هذه الموارد بكميات متفاوتة في مناطق مختلفة، إلا أن تركيزها غالبًا لا يكون كافيًا لجعل التعدين مجديًا اقتصاديًا.
 
عملية استخراج هذه المعادن وتنقيتها تتطلب معدات وتقنيات متقدمة بسبب التشابه الكبير في خواصها الكيميائية. ووفقًا لبيير جوسو، نائب مدير مركز استخبارات المعادن النادرة في المملكة المتحدة، فإن مراحل التكرير معقدة للغاية وتحتاج إلى وقت طويل وكميات هائلة من الطاقة لفصل كل عنصر بدقة عالية. وهذا التعقيد هو ما يجعل من الوصول إلى هذه المعادن تحديًا استراتيجيًا واقتصاديًا للقوى الكبرى

vital_signs قد يهمك ايضا