اغلاق
اغلاق

أجمل ما يتوج يوم الاعمال الخيرية والعطاء المزدوج .. الزوجة المتبرعة بكلية لزوجها، نذرت نذرا تحقق بمشروع انساني يجسد معنى العطاء

Wazcam, تم النشر 2025/03/17 15:49

قبل نحو ثلاث سنوات تم اجراء ستة عمليات زراعة لكلى ضمن واحدة من أكبر عمليات تبرع "متقاطعة" وأكثرها اثارة في البلاد. حيث تمت الملائمة الطبية بين المتبرعين والمتبرع لهم في عدد من مستشفيات البلاد. كل هذه التقاطعات والملائمات الطبية حدثت بفضل المتبرعة لأجل الإنسانية وبدون مقابل "باز أربيل" والتي حصل على كليتها د. مروان جنيني من قرية أبو سنان وبالمقابل تبرعت زوجته المربية ميريندا جنيني بكليتها (التي لم تناسب زوجها من الناحية الطبية ) وحصلت عليها سيدة من قرية جولس تعذّر على ابنها الشاب أن يتبرع لها مباشرة بسبب عدم الملائمة الطبية.  

كانت الزوجة ميرندا من أبو سنان قد نذرت نذرا بالتبرع بمبلغ من المال اذا ما نجت عملية استئصال كليتها ونجحت عملية زرع كلية زوجها د. مروان جنيني، بأن تتبرع بمبلغ من المال الى الكنيسىة في أبو سنان. من جهته نصحها زوجها الدكتور المتقاعد د. مروان جنيني ان يكون مبلغ النذر مخصصا لمشروع خيري لتوفير واستئجار معدات طبية مجانية للقرية والبلدات المجاورة. بعد ثلاث سنوات تحولت هذه الفكرة الى مشروع يخدم 50.000 نسمة من أبو سنان، كفر ياسيف، الجديدة والمكر. اطلقوا عليه أسم "يد مريم" التابعة للمجلس الملي الاورثودكسي في قرية أبو سنان ويوفر بالمجان: الاسرة الكهربائية، عربات كهربائية، مولدات أكسجين، عكازة، طاحون الدوس، شفاط الافرازات، رافعة، فرشة هوائية وغيرها من المعدات التي توفر التكاليف ومعاناة السفر للسكان. 

 

كما وعبر د. مروان جنيني وزوجته ميرندا عن سعادتهم في التطوع في مشروعهم الخيريّ وفخرهم بنجاح المشروع الذي بدأ بفكرة العطاء قبل نحو ثلاث سنوات حين قررت الزوجة التبرع بكلية لزوجها الى أن وصل الى مشروع يخدم المرضى والمحتاجين كما وعبرا عن امتنانهما الى غالبية المرضى الذين يتبرعون ب"عربون استأجار المعدات الطبية المجانية" بعد الانتهاء من استخدامها ما يبعث فيهم الامل للخير الموجود في المجتمع والذي يشكل نموذجا لثقافة العطاء المتجذرة فينا، ولعلها تكون اشراقة لوجه مجتمعنا الحقيقي والتخلص من الظواهر السلبية والعنف الذي يعصف في مجتمعنا بالسنوات الأخيرة على حد تعبيرهم. كما وأشار د. جنيني الى أن المشروع يمنحه فرصة الاستمرار في رسالته الطبية كمتطوع وتوفير المعدات والعون للمرضى الزائرين كطبيب.   

 وفي حديث مع د. مروان جنيني من أبو سنان قال: " عانيت من مرض في الكلى هدد حياتي بشكل ملموس، دخلت قائمة الانتظار القطرية لاستقبال كلية، بالمقابل وبسبب خطورة الوضع الصحي توجهت الى احدى الدول في اسيا لزراعة كلية لكن تراجعت عن ذلك بسبب ما رأيته من انتهاك صارخ لحقوق الانسان. عدت الى البلاد وارادت زوجتي التبرع لي بكلية لكنها لم تناسبني من الناحية الطبية. من خلال برنامج التقاطع في المركز الوطني لزراعة الأعضاء، تبرعت زوجتي بكلية وصلت الى سيدة من أبو سنان التي لم يستطع ابنها التبرع لها مباشرة وبالمقابل حصلت أنا على كلية من المتبرعة لأجل الإنسانية وبدون مقابل "باز اربيلي" من الجنوب. مثير جدا بالنسبة لي ان كل هذه التقاطعات وإنقاذ الحياة حصل بفضل كلية وصلتني من متبرع بدون مقابل ومن الوسط اليهودي ومن شخص لا أعرفه. وأضاف: " هذه القصة تحمل ايحاءات مثيرة يجب أن تستوقفنا جميعا لكي نتكاتف وننقذ حياة الاف مرضى الكلى في البلاد. بفضل تطور الطب لا يوجد أي سبب لاستمرار معاناة اي فرد من العائلة او من الاقرباء من أمراض الكلى وخاصة التي تهدد الحياة، اليوم يمكننا التبرع بكلية بدون وجود ملائمة طبية بفضل إمكانية تبديلها بكلية مناسبة عبر برنامج التقاطع ولا توجد خطورة على المتبرع الذي يستطيع الحياة بشكل عادي ويقدم عملا انسانيا ساميا لمن يحب ولا يقدر بأي ثمن. كما ومن المهم التوقيع على بطاقة "ادي" لسماح التبرع بالأعضاء من أجل انقاذ حياة الاخرين. 

   

ويفيد المركز الوطني لزراعة الأعضاء أن هذه القصة المثيرة والتي تتزامن مع يوم الاعمال الخيرية الذي يصادف هذا العام خلال شهر رمضان المبارك، شهر العطاء والخير، هي ابرز ما يمييز العائلات التي تقرر التبرع بالأعضاء حيث يعمل المركز من خلال يوم الاعمال الخيرية هذا العام الى رفع الوعي حول الموضوع واجراء حملة توقيع على بطاقة "ادي" في المدارس مراكز الشرطة والمرافق العامة. 

الصور بلطف من محمود أسعد

vital_signs قد يهمك ايضا