Wazcam, تم النشر 2025/03/16 13:25
في إطار الجهود المبذولة لتعزيز مشاركة المجتمع العربي في قطاع الهايتك، أُطلقت مؤخرًا مبادرة "هيئتِك" بمشاركة ممثلين عن مختلف القطاعات والجمعيات الفاعلة في هذا المجال. تهدف المبادرة إلى بناء نظام بيئي متكامل يدعم المؤسسات الناشطة، يعزز الشراكات الاستراتيجية، ويوفر حلولًا مستدامة لمواكبة التحديات المستمرة في سوق العمل التكنولوجي.
بمبادرة من صندوق ادموند دي روتشيلد، وبشراكة مع صناديق بستان ومدد، انعقد مؤتمر "Haiaatech Gathering" بمشارك عشرات المؤسسات التي تعمل في هذا المجال، ليؤكد على أهمية التعاون بين الجهات الفاعلة لتحقيق تأثير حقيقي ومستدام في قطاع التكنولوجيا. وسلط المؤتمر الضوء على دور القرارات المبنية على البيانات في تحسين أداء المؤسسات، إضافة إلى تعزيز ثقافة الشراكة والتواصل كوسيلة لمواجهة التحديات المستقبلية وفتح آفاق جديدة أمام المجتمع العربي في مجالات التكنولوجيا والابتكار.
أحد أبرز المحطات في المؤتمر كان معرض تقييم الأثر والقياس، الذي قدم نماذج عملية حول كيفية تحويل البيانات إلى أدوات تساعد على اتخاذ القرارات، تحسين العمليات، وتعظيم التأثير الاجتماعي. عرضت المؤسسات الشريكة نتائج الدور في مجال القياس والتقييم، مؤكدين على أن تعزيز استناد القرارات إلى البيانات هو مفتاح تحسين أداء المنظمات وزيادة كفاءتها.
مع التطورات المتسارعة في سوق العمل ودخول تقنيات الذكاء الاصطناعي، بات تعزيز انخراط المجتمع العربي في صناعة الهايتك أكثر أهمية من أي وقت مضى. تسعى مبادرة "هيئتِك" إلى زيادة عدد المتخصصين العرب في هذا المجال من خلال تطوير برامج تعليمية وتدريبية متقدمة تتماشى مع متطلبات السوق، إضافة إلى توفير الفرص الملائمة لدمجهم في كبرى الشركات التكنولوجية. كما يشهد القطاع تحولات جذرية بفعل التطور السريع في التقنيات الحديثة، الأمر الذي يستدعي تطوير مهارات جديدة، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لإعداد جيل قادر على مواجهة تحديات سوق العمل المستقبلي.
وفي هذا السياق، أكد أحمد مواسي، مدير مجال المجتمع العربي في صندوق إدموند دي روتشيلد، على أهمية هذه المبادرة قائلًا: "نشهد في السنوات الأخيرة زيادة في تخصيص الموارد للمجتمع العربي بهدف تعزيز انخراط الشبان والشابات العرب في صناعة الهايتك. فارتأينا وجوب تأسيس هيئة تعمل على جمع كل هذه المؤسسات التي تنشط بهذا المجال حول طاولة واحدة، لتوحيد الجهود والعمل المشترك لأجل تغيير سياسات ورفع نسبة انخراط المجتمع العربي في صناعة الهايتك بشكل أفضل، أوسع وأنجع."
تمثل "هيئتِك" خطوة استراتيجية نحو تحقيق تكامل حقيقي في قطاع التكنولوجيا والهايتك العربي، حيث ستواصل المؤسسات الشريكة جهودها لتعزيز التعاون وتحقيق الأثر المطلوب. كما ستساهم المبادرة في تطوير منظومة مستدامة تدعم الابتكار، التشغيل، والتكيف مع التحولات التكنولوجية المتسارعة، مما يعزز مكانة المجتمع العربي في صناعة التكنولوجيا ويفتح أمامه آفاقًا جديدة للنمو والتطور في هذا المجال الحيوي.